للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالث: للقوة العاملة العاقلة كقوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} وقول الشاعر: لقد ناديتَ لو أسمعتَ حيًا ... ولكن لا حياة لمن تنادي

والرابع: عبارة عن ارتفاع الغم، وبهذا النظر قال الشاعر:

ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء

وعلى هذا قوله عز وجل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم} أي هم متلذذون لما روى في الأخبار الكثيرة في أرواح الشهداء.

والخامس: الحياة الأخروية الأبدية، وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم قال الله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} وقوله {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} يعني بها الحياة الأخروية الدائمة.

والسادس: الحياة التي يوصف بها الباري، فإنه إذا قيل فيه تعالى: هو حي، فمعناه: لا يصح عليه الموت، وليس ذلك إلا لله عز وجل.

والحياة باعتبار الدنيا والآخرة ضربان: الحياة الدنيا والحياة الآخرة قال عز وجل: «فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا» وقال عز وجل: {اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} وقال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} أي الأعراض الدنيوية، وقال: {وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} وقوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} أي حياة الدنيا.

وقوله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} كان يطلب أن يريه الحياة الأخروية المعراة عن شوائب الآفات الدنيوية. وقوله عز وجل: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}

<<  <   >  >>