لأن تمني ما لم يقدر له معارضة لحكمة القدر، وتمني ما قدر له بكسب بطالة وتضييع حظ، وتمني ما قدر له بغير كسب ضائع ومحال اهـ.
وروى أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم من حديث شداد ابن أوس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني». وقال الشاعر:
تمنوا لي الموت الذي يشعب الفتى ... وكل امرئ والموت يلتقيان
وقال الآخر:
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر
فإن حان يوما أن يموت أبوكما ... فلا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر
وقولا هو المرء الذي لا خليله ... أضاع ولا خان الصديق ولا غدر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
وكانت المرأة في الجاهلية تلزم الحداد والبكاء على الميت سنة كاملة. وهذا كله في استعمال التمني بمعنى طلب المستحيل وإما استعماله بمعنى طلب الأمر العسير فكقول الشاعر:
ليت هندًا أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا مما نجد
واستبدت مرة واحدة ... إنما العاجز من لا يستبد
قال في لسان العرب: التمني: حديث النفس بما يكون وما لا يكون، والتمني: السؤال للرب في الحوائج. وفي الحديث:(إذا تمنى أحدكم فليستكثر، فإنما يسأل ربه)، وفي رواية، فليكثر قال ابن الأثير: التمني تشهي حصول الأمر المرغوب فيه، وحديث النفس بما يكون وبما لا يكون. والمعنى إذا سأل الله