قلت: قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه، وقال الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٢٣) -تعليقًا على قول الحاكم-: "وفيما قاله نظر لأن حُيي بن عبد الله لم يخرج له في الصحيح شيء, بل تكلم فيه بعضهم, قال ابن القطان في "كتابه": قال البخاري: فيه نظر, وقال أحمد: أحاديثه مناكير, وقال ابن معين: ليس به بأس, وقال النسائي: ليس بالقوي, قال: ولأجل الاختلاف فيه لم يصححه الترمذي".اهـ قلت: وتابعه عند الدارمي: عبد الرحمن بن جنادة؛ ولم أقف له على ترجمة. وأخرجه البيهقي في الشعب (٧/ ٤٨٤) من طريق بقية قال ثنا خالد بن حميد عن العلاء بن كثير عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعًا به؛ قلت: بقية يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث إلا عن شيخه فقط، وقال ابن عبد الهادي في تنقيح تحقيق أحاديث التعليق (٢/ ٥٨٧) -بعد أن ذكر رواية البيهقي-: "وفي رجاله العلاء -وهو الاسكندراني- وهو صدوق، لكنه لم يسمع من أبي أيوب فيكون الحديث منقطعًا".اهـ وله شاهد عند الحاكم في المستدرك (٢/ ٦٣) من طريق أبي بكر عياش عن سليمان التيمي عن طليق بن محمد عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ملعون من فرّق بين والدة وولدها»؛ واختُلِف فيه على طليق فرواه إسماعيل بن مجمع عنه عن أبي بردة عن أبي موسى قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فرَّق بين الوالدة وولدها، وبين الأخ وأخيه»، وهذه الرواية أخرجها الدارقطني (٣/ ٦٧)؛ وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢/ ٢٩٠) عن هشيم عن سليمان التيمي عن طليق مرسلاً؛ وقد تابع أبا بكر بن عياش عليه اثنان: عبَّاد بن عوام عند الطبراني في الدعاء (٢١١٤)، وزهير بن معاوية عند تمام الرازي في الفوائد (٢/ ٤١). وقد رجح الدارقطني في العلل (٧/ ٢١٧) رواية التيمي عن طليق مرسلاً، وقال ابن القطان - بعد أن نقل كلام عبد الحق في أحكامه في ذكر الاختلافات على طليق -: "وبالجملة فالحديث لا يصح، لأن طليقًا لا يعرف حاله، وهو خزاعي" -كما في نصب الراية (٤/ ٢٥) -. (١) (١٤/ب).