الظاهر -والله أعلم- أنه على سبيل العناد، لكن منهم من يشك لقوة الدعاية المضادة، ولا سيما إذا جاءت من أكابر، فسوف يلحق العامة شك من هذا القول.
وقوله:{مِنْ ذِكْرِي} أي: من الذكر الذي أنزلتُ، وهو القرآن، والشك هو التردد وعدم الجزم.
وقد قيل: إن الإدراك ينقسم إلى خمسة أقسام: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً، وإدراك الشيء على خلاف ما هو عليه، وإدراك الشيء برجحان، وإدراك الشيء بمرجوحية، وإدراك الشيء على السواء، فهذه خمسة أقسام.
فإدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً يسمى علماً، كإدراكنا أن الواحد نصف الاثنين، هذا علم. وإدراك الشيء على خلاف ما هو عليه جهل مركب، مثل: أن تدرك أن غزوة بدر مثلًا في السنة الثالثة للهجرة، هذا نسميه جهلاً مركباً، وعدم إدراكه بالكلية هذا جهل بسيط، وإدراك الشيء مع رجحان ظن، وإدراكه مع المرجوحية وهم، وإدراكه مع التساوي شك، فهذه ستة أقسام. إدراكه على ما هو عليه، وعلى خلاف ما هو عليه، وعدم الإدراك بالكلية، والإدراك برجحان، والإدراك بمرجوحية، والإدراك بالتساوي.
والشك أحياناً يراد به التساوي، وأحياناً يطلق على الراجح والمرجوح والمساوي، وهذا ما يكون في كلام الفقهاء عندما يتحدثون عن الشك في الحدث أو الشك في نجاسة الطاهر، فإنهم يريدون الشك الراجح والمرجوح والمساوي، أي: بمعنى أنه إذا شككت في