التصديق لا ينفعهم، لأنه إذا صدّق الجاحد بعد نزول العذاب به فإن ذلك لا ينفعه، قال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: ٨٤ - ٨٥].
الفوائد:
١ - من فوائد قوله تعالى: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (٧)}: أن المكذبين للرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به من التوحيد ليس عندهم دليل إلا ما كان عليه آباؤهم؛ لقولهم:{مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ}.
٢ - ومن فوائدها: أن هؤلاء مكابرون معاندون فمع كونهم لا دليل عندهم قالوا: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ}.
٣ - ومن فوائدها: أن كل إنسان ليس عنده علم شرعي فإنه يلجأ إلى ما كان الناس عليه في العادة، وهذا كما هو في من سبق فهو في من حضر، كثير من الناس تنهاه عن المنكر فيقول: هذا الذي مشى عليه الناس، وهذا ليس بحجة، وهذا كما أنه سابق فهو أيضاً لاحق، فمن الناس مَن إذا أنكرت عليه المنكر قال: هذا ما زال الناس عليه، أو يقول: ما سمعنا بهذا، ومنه قول بعض العامة إذا نُبِّهوا على شيء لم يكونوا يعرفونه، قالوا: هذا دين جديد، ما سمعنا بهذا، وهذا ليس بحجة. وإنما الحجة الدليل القائم من كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.