جواد في حَلْبَة المكارم سابق، مُخَلِّط مُزِيل، فاتِق راتِق، وقد كانت تتجاذبُ الأخبارُ شمائلَ فضائِله، وتهتزُّ الأغصانُ إذا هَبَّتْ نسماتُ شَمائِلِه، ومَن طاب عِرقهُ طاب من عَرْفِه الشَّمِيم، ومَن كان غُصناً في رياض المعالي هزَّةُ مرورُ النَّسِيم.
إلا أن شِعرَه شعرُ العلماء، وأدبَه أدبُ الفقهاء، وما كل قصرٍ خَوَرْنَق وسَدِير، وما كل وادٍ فيه رَوْضة وغَدِير.
على أنه كانت تَتِيه به على سائر البقاعِ بقاعُ الشَّام، ويفتخِرُ به عصرُه على جميع الليالي والأيَّام، فلا تزال تصْدَح وُرْقُ الفَصاحةِ في نادِيها، وتسير الرُّكبانُ بما فيه من المحاسن رائِحُها وغادِيها، وأقلامُ الفتْوَى مُثمِرةٌ من شمس إفادةٍ له ارْتفعَتْ،