للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تعْتِبِ الدَّهرَ الخَؤُونَ فدَأْبُه ... لعَقْدِ اجتماعِ الشَّملِ دون المَدى حَلُّ

لَحَى اللهُ دهراً لا يزال مُولعاً ... بتكْديرِ صَفْوِ العيشِ ممَّن له فَضْلُ

يُفرَّقُ حتى شَمْلَ رِجْلِي ونَعْلِها ... أشدَّ فِراقٍ لا يُرَى بعدَهُ شَمْلُ

فما شئْتَ فاصْنَعْ ما اللبيبُ بجازِعٍ ... ولا تاركٍ صَفْواً إذا زَلَّتِ النَّعْلُ

بحقِّكَ قُم نَسْعَى إلى الرّضحِ سُحْرَةً ... نُجدِّدُ أفراحاً لكلِّ صَداً تجْلُو

إلى دارِ لذَّاتٍ وروضِ مَسرّضةٍ ... برَحْبِ فِناها من غُصونِ المُنَى ظِلُّ

ولابن قلاقس، وقد سرقت نعله:

قُلْ لنجْم الدين يا مَن نهْتَدي ... من مُحَّياهُ بأسْنَى قَبَسِ

ما الذي أوْجَب عَوْدِي راجلاً ... بعد أن وَفيْتُكمْ ذَا فَرَس

خلَعوا نعْلِيَ لمَّا علِمُوا ... أنَّني من رَبْعِكم في قُدُسِ

)

تتمة (

يقال في المثل للمتساويين في الخير: فرسا رهان.

وهذا كما أفاده بعضهم باعتبار ابتداء الجري؛ لتساويهما حين الإرسال، وأما في المنتهى فيغلب سبق أحدهما، فكيف يجعلان متساويين، وقد ضربت أنا المثل للمتساويين في الدناءة بفردتي النعل، وثوري الحراث؛ فإنه لا ينتفع بأحدهما دون الآخر، فقلت:

وثَقِيليْن هما ما افْتَرقاَ ... منهما الدَّهرُ أبو الغَدرِ اسْتَغاثْ

<<  <   >  >>