للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر الدولة الحسَنيَّة

ومن بها من بَقِيّة العلماء والشعراء والأعيان

هو بيتٌ أسّستْ عُمُدُه على الخِلافة، وقُطَّرت من شَعْبِ شجَرتِه مياهُ اللطافة، وغرِست بين أثلاثِ المجدِ اعوادُه، فاستراحَتْ عنده الآمالُ وتعِبتً حُسَّادُه.

قَصْرُ مَعالٍ يردُّ الطرفَ كليلا، ونسيمَ الشمالٍ عَليلا.

أعْلَى الممالِكِ ما يُبْنَى على الأسَلِ فهو سُورُ الخطوب، وخليفُة أخْلاق الصّبا والَجنوب.

تُقصَد بتُحَفِ المدائح، فيشترونَها بنقْد المنائح.

فعندهم مَحطَّ الرُّكْبان من الأطْراف، وريحُ المحامدِ مَتْجَرُ الأشْراف.

فإذا كان الدَّهر قاتِمَ الأعْماق، مُسوَدَّ النَّواحِى، فوجوُهْهم نُجومِى ووَضَّاحُ عُرَرِهم صَباحِى.

فكم راضُوا الزمنَ بعد الحِرَان، فأصبحَ سَهْل القِيادَ رخِىّ العِنان.

<<  <   >  >>