هو ممَّن اتسم بالأدب في الحديث والقديم، وسَرَى ذكرهُ كما سرى من الرياض النَّسيم، فسَمَتْ مقاصِدُه، وعَذُبتْ مصادِرُه وموارِدُه فليس للرَّبيع نَضارةُ تلك الشِّيَم، ولا للغْيثِ شِيَمُ ذلك الكرَم، فرَوْضَةُ مآثرِه يانعة الزَّهْر، ونُسخةُ محاسنِه مُخلَّدةُ في صحائفِ الدَّهْر.
لا زال جَدَثُه روضةً من رياض الجِنان، ومَنزِلاً تحُلُّ فيه قوافلُ الغُفْران، ما بكَى المطَرُ لِفراق الغَمام، فضحِك النَّوْرُ على بُكائِه في الأكْمام.
فمما أنشدتُ له قوله:
يا مُفرَداً أضْحَتْ ظواهرُ شأْنِهِ ... ما فوقَها في الحُسْنِ غيْر المَخْبَرِ
يا سالباً فلبي الشَّجِيْ وما اشْتَكى ... منه الجفاءَ إلى السَّميع المُبصِرِ
مِنِّي إليكَ مع النسَّيمِ تحيَّةً ... فتَقتْ نوافِجُها بمِسْكٍ أَذفَرِ