أرجُو على قُرْبِ المَزَارِ يُقرَّب الْ ... بارِي تعالى مَوْرِدي من مَصْدَرِي
في ذلك الشَّرفِ المُعَلّى المُنّتهى ... طَربُ المشُوقِ وجَنّة المُتّذَكِّرَ
) ونقلِ لي عنه فصلٌ في كَحَّال، صورته (فلان انْتَهى إلى فوق ما يُضرَب به المثَل، إن قيل يَسْرِق الكُحْلَ من العَيْن، فهذا يسرِق العيْنَ من الكُحْل، فقد أوْدَع كُحلَه حُزْنَ يعقوب، فمن كُحِل منه ابْيَضَتَّ عيْناه، وجحَد مُعجزةَ القميص اليُوسُفِيّ، فلو مَرُّوا به على ناظرِ تقرَّح جَفْناه، وهو من الذين إذا رَفَعوا أمْيالَهم فإنما هي لعَيْن الشمسِ، ولشَمْس العين مِزْوَلة، وإذا أوْلَج أحدُهم المِيلَ في المُكْحُلَة، فهو أولى بالرَّجم ممَّن أوْلَج المِيل في المُكْحُلة انتهى.
وأنا أظنُّ أن هذا من كلام القاضي الفاضل.
ومن هذا قولُ مِهْيار، في طبيب كَحَّال:
أفْنَى وأعْمَى ذا الطبيبُ بطِبِّه ... وبكُحْلِه الأحْياءَ والبُصَراءَ
فإذا نظَرتَ رأيتَ من عُمْيانِه ... أمماً على أمْواتِه قُرَّاءَ