ومن فحول شعرائِه المقلَّدين جيِدَ محَّبتهم بطَوْقِ ولائه: شهاب الدين أحمد الفَيّوميّ
أديبٌ نسقَ من جواهرِ كلامهِ أكاليل دُر ما لمْنظومِها سِلك، وجرَت مياهُ البلاغة في رياضِ نظامهِ فذابتْ كذَوْب التْبر أخًلصه السَّبك.
إذا امتَدّ خطوُه إلى المجدِ وكرَم الخيِم، وهو أسرعُ من رَجْع يدِ الذَئب وأوْسع من خَطو الظّليم.
جمَعْت له الحظُوطُ من تلاِلها ووِهادِهاً، وقِيدَت له القلوب بأزِمةِ ودادها.
وأنشده يوماً قصيدة بائيَّة، امتدَحه بها، فلما وصل إلى قوله فيها:
يهتْزُّ من تحت السّلاحِ كأنه ... رَيْحانةٌ لعِبتْ بها ريحُ الصّبا
جَثَي على رُكبتْيه ووَثب، وتطايرَ من إحداقه شَرَرُ الغضب، وكاد أن يُكلمه بألسنِة السيوف، ويخلعَ عليه خلعة حمراء بلا أزْرار فصلَتها يدُ الحتوف، فلما قال بعده:
في كلّ مَنْبِتِ شَعْرةٍ من جسِمه ... أسَدٌ يمدُ إلى الفرِيسةِ مخْلباَ
قال: عفوتُ عماَّ فات، أولئك يُبدّل الله سيَّئاتهم حسَنات.
) وديوان (شعره مشهور، ودرُّ برَاحتِه في نادي الأدب مَنثْور.
ولما ارْتحل إلى القاهرة، قال متشوّقا بأم القرى معاهدَه ومآثره: