إذ غُصنُ ذاك الشبابِ مُعْتدِلٌ ... لم تطْمَعِ الحادثاتُ في مَيَلِهْ
ومخايل النجابة عليه لائحة، وطيور البلاغة في قفص سطور خطه صادحة، بكل ما هو اسر من التهاني، وأمان الظافر بالأماني، وحلل فضله زاه بآدابه طرازها، وعدات الدهر فيه قد حان انجازها، وقد يجود البخيل الشحيح، وكم لاح تحت الرغوة من لبن صريح.
فلم تضل فيه الظنون، لما قضت ما في ذمته من الديون، وفكت ما عندها من مغلقات الرهون.
فأنشدني من مقطعاته، واهدي إلى من مخبآته قوله:
لم أزلْ من صَحيفةِ القلبِ أمْليِ ... في دُجَى الاغْتِرابِ سَطْرَ مِثالِكْ