للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد المدَنىّ، المعروف باليُتَيْم، مصغَّرا

دُرٌ في حِقاقِ الدهر يَتيم، ودَوْحُة أدبٍ هزّها مُرورُ النسيم.

بعْذبِ طبعٍ مُسَلْسل، وبُرْدِ فصاحة على الشَّعر مُهلْهَل إذا نَسَج حُللَه على مِنْوالها فهو من الطراز الأول.

فهو تَوْءم نسيم السَّحر، وشقيقُ الماء والزَّهر.

وربيب الحسن سقاه ماء الصبا، وخدن الخمائل قدم عليها رسول الصبا.

مع خلاعةٍ ومجُون، وحديث صَبابة كلها شجُون.

في فتيةٍ ينْظِمهُم الطَّرَب، نظْماً يرْقُص له الَحَبب:

لا يُجْمِعون على غير الحرام إذا ... تجمَّعُوا كحَبابِ الرَّاحِ وانْتظمُوا

فمن دُرَّه اليتيم، وعِقْد النَّظيم:

للهِ مُحْكم قهوةٍ تُجْلى لنا ... في أبْيضِ الصّينيّ طاب شَرابُها

فكأنما هي مُقْلةٌ مكْحولةٌ ... ودُخانُها مِن فوقها أهْدَابُهاَ

ونحوه ما قلتهُ:

زرتُ روضَ الحمى الأريض سُحيْراً ... إذْ دعاني إليه سَجْعُ الطيورِ

وكأن الشَّقيقَ تحت ضَبابٍ ... مِجمْرٌ فوقه بُخارُ البَخُورِ

وقد مرَّ قريبا نحوُه

<<  <   >  >>