للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جميع إخوانه إليه يلجئون، ومن كل حَدَب إلى جُرْثُومَته يَنْسِلون، خفَّت روحُه فألقتْ بدَنَه خلفه ظِهرِيَّا، واتَّخذتْ ما سواه شيئاً فرِيَّا، كأنه خاف الخُطوبَ فهو مُتجمِّع حذَر الوُثوب.

وما الدهرُ في حال السُّكون بساكنِ ... ولكنه مُستجْمِعٌ لوُثوبِ

وله به عِزٌّ أقْعَس، في رَبْوة المعالي يُغرَس، وطَبُعه بالظَّرف ربيعٌ أخْصَب، وفي أمثالهم:) أظرفُ من أحْدَب (، فهو سَنام اللطفِ وغارِبُه، وبحرٌ أحدبُ الأمواج، بدائعُ بدائههِ عجائبُه، ولم يزل يَعْتام وِدادَه، حتى قَبضت جواهرَ عُمرِه يدُ الدهر النَّقَّادة.

كل ابنِ أنثى وإن طالتْ سلامتُه ... يوماً على آلهٍ حَدْباءَ مَحمُولُ

[فصل]

ولم أسمع في وصف أحْدَب ألطفَ من قول ابن المُنجِّم في ابن حُصَينة المَعَرِّيّ:

يا أخي كيفَ غيَّرتْنا الليالي ... وأطالتْ ما بينا بالمِحَالِ

حاشَ للهِ أن أصافِيَ خِلاَّ ... فيَراني في وُدَّه ذا اخْتلالِ

زعموا أنني نَظَمْتُ هجاءً ... مُعرِباً فيك عن شَنِيع المقالِ

لا تظنَّنَّ حَدْبةَ الظهرِ عيْباً ... وهْيَ في الحسنِ من صفات الهلالِ

وكذلك القِسِيُّ مُحْدَوْدِباتٌ ... وهْيَ أنْكى من الظُّباَ والعوالِي

<<  <   >  >>