للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبى نُمىّ بن بَرَكات

فهطَلتْ منه على رياضِ الحرمَينْ سحائبُ البركات.

وله شعرٌ نفحاتُه ذكِية، وفصاحتُه عَليَّه عَلَوية، كقوله في المقام اليُوسُفِى بمصر والأداهمِ أحْجال، والقُيود كما قيل خلا خيِلُ الرّجال، وقد لمعَ برَقُ الحِجار فكاد يطيرُ شوقاً لحِمى النَّوى والحِجاز:

ما يلْمعُ البرقُ من تِلقْا ديارهمُ ... إلا ولىِ مدْمَعٌ بالسَّفْحِ هَطّالُ

واللهِ لولا قيودٌ في قوائمنا ... من الجميل وفي الأعْناقِ أغلالُ

لكان لي في بلاِدِ اللهِ مُتّسَعٌ ... وفي الملوكش لُباناتٌ وآمالُ

لي حُرْمةُ البيتِ والجارِ القديم ومن ... أتاكمُ وكهولُ الحي أطْفالُ

أتيْتُكُمْ وجلابيبُ الصّبا قشبٌ ... فكيفَ أرْحلُ عنكمْ وهْىَ أسمال

وفي البيت الأخير معنى لطيفِ، وهو كقولي:

تاللهِ ما فارقْتُ لي وطناً به ... بُردٌ جرَرْتُ من الشبيبةِ زَاهِي

إلا لأنّي أسْتحِي من رَدّهِ ... خَلفَاً أرقّعُه بعُذْرٍ واهِي

<<  <   >  >>