للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاضي مُحِبُّ الدين بن تَقّيِ الدين الْحَموِيّ

نزيل الشام، وشَامةُ مَن بها من الوجوه والأعلام، ذو كمالٍ وأدب، ومجدٍ تَناولَه عن كَثَب، فكان غَرَّة مَن نظَم ونثَر، وكتَب وشعَر، إذا حلَّ بنَادٍ تهلَّل صَدرُه وانْشَرح، وتزيَّنَتْ بدُرَرِ كلماتِه عُقودُ المُلَح، وترنَّمتْ أطيارُها، وتفتَّحت بنسيم خُلُقِه أنْوارُها، بمُحاورات له تحْمَرُّ خدودُ الكاساتِ منها خَجَلاَ، وتفْتح أزهارُ الخمائلِ لها آذاناً ومُقَلاً.

إلا أنَّه وافَي رياضَها عشِيَّة، فحيَّتْه من أنفاسِها بألطفِ تحيَّة، فحَمدها وشكَر، بما طار بين سَمْعِ الأرض والبَصَر.

ومن شعره قولُه في الشام:

أتَيْنَا فسلَّمْنا عليها عَشِيَّةً ... فغنَّى لنا فيها الحَمامُ وحَيَّانَا

وأبْدَى ثَغْرُ الأقاحِي تبسُّماً ... وأحْسنَ مَلْقانَا وأكرَم مثْوانَا

وما هِيِ إلا جَنَّةٌ قد تزَخْرفَتْ ... ألم تَرَ فيها العينَ حُوراً ووِلْدانَا

ومن تحتِها الأنْهارُ تجرِي وكلُّها ... عيونٌ إلى الرَّوضاتِ تُرسِلُ غُدْرانَا

<<  <   >  >>