تَعْبَق أرواحُ العُلا من حلاه النَّادَ، وتفُوح في مجامِر الذَّكاء الوقَّاد، وتُبشَّر بالنَّجاح، وتُنادى: حّي على خيْر الفَلاح.
مع صِيتٍ هو المِسْك الفَتِق، والروضُ المثمِرُ الأنِيق، وخُلقٍُ بكلّ ذكرٍ جميل خَلِيق، فلا يُدركه مُبار خلْفه جَرىَ، هيهات هيهات فات ذَا أثراً.
وكنتُ وأدْهَمُ الشَّبيبة طرِب العِنان، ووَرَقُها خَضِرٌ ماِئس الأفْنان، ووُرْقً مطُوقةٌ بروائع الأفْتِنان، أرُودُ مساقِطَ النَّدى، حتى عَلِق به حَبْلُ الرَّجا، وأنا في إبَّان الطَّلب، أتَّجرِ في بِضاعة الأدَب، فنزلْتُ بساحتِه، وحطَطْتُ رَحْلى على ماء سماحِته، كما قال الكِنْدى:
وحطَطتُ رَحْلىِ في بني ثُعَلٍ ... إن الكريمَ للكريمِ مَحَلّ
فورَدْتُ مَنْهَل إفادتِه الصَّافِى، وقرأتُ عليه عِلْمَى العروضِ والقوافي، وهو شِفاءُ الغليل، لا سيِما في علم الخليل، فقد تخَرّج به طُلاَّبهُ، وضُربَتْ به أوْتادُه وامتدَّتْ