للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم نهض أخوه:

[مسعود]

على قدمه، طالعاً بدُره المسعود بين نجوم أتْباعِه وخَدمِه.

وهو إذ ذاك في المعرفة عَلمَ، وفي طريق المجد ثَبْتُ القلب ثابتُ القَدَم.

يتبَّسم لغُرّتِه وجهُ النَّهار، ويُناجِه السَّعدُ بما في ضمائِره من الأسْرار.

وله حسناتُ شعرٍ ما خُطّ في مجموع الدّهرِ مثُلها، ولا سجَعت وُرْقُ الفصاحةِ بلحْنه في ذُؤابةٍ هاشميةٍ قبْلَها.

ومسعود لو مَسَّ عوداً بْعدِه أوْرَق، لِما جال في بِثْر مُحيًّاه من ماء النَّدى وتَرقْرق.

مع شجاعةٍ يرتعد لها الأسدُ والأسَل، وبَعُدّ الصّعنَ في الهْيجاء كالقُبَل.

كما قلتُ فيه:

قومٌ غزوتَهمُ رأيتَ جسومَهمْ ... مُقَلاً لهنَّ إشارةٌ المتكلَّمِ

من كلّ مُقْلِة طَعْنةٍ نجلاءَ مُذ ... نظَرتْ فِراقَ الرُّوحِ تَبْكى بالدّمِ

رمِدتْ فكحَّلها مَراوِدُ شُمرِه ... من اثْمِدِ النَّقْعِ المُثارِ المظْلمِ

وكأنَّما رمَدتْ لخوفِ قواضِبٍ ... صَلَّتْ فتسجُدُ وهْىَ ذاتُ تَيمُّمِ

<<  <   >  >>