رايته بحلب يعاني حرفة الوراقة، ويكتب للقضاة الوثائق التي شدت وثاقه، وقد قيده الكبر، وعاقه الدهر أبو العبر، فحجل بين الغرائب والرغائب، وفتل بيد فكره في الذروة والغارب، وهو في مهد الخمول راقد، فمرت به النوائب وهو على طريقها قاعد.
وقد كان امتدحني بعدة قصائد، منها قوله:
شِهابُ المعالي قد أضاءَتْ به الشَّهْباَ ... وقد أطْلَعتْ من غُرَّ أفكارِه الشُّهْباَ
ومن قبلُ أخْبارُ الثَّناءِ تواتَرتْ ... وقد ملأتْ أسماعَنا لُؤلُؤاً رَطْباَ
وكان التَّمَنَّي أن يُطابِقَ سْمعُناَ ... نواظرَنا واسْتغرقَتْ قلْبَنا حُبَّاً
وقد أعْرَبتْ ألفاظُه مَعْ تأخُّرٍ ... عن السَّبْقِ حتى فاقَتِ العَرَبَ العَرْباَ
فمن منطقٍ عذبٍ وفضلٍ مُوجَّهٍ ... إلى المدح إيجاباً وللحاسدِ السَّلْباَ