بهِمة إذا غزَتْها النَّوائب، كانت عن حَدّ المُرْهفَات نوائِب الْتجافي الدولة الَحَسنِية إلى طِراز الدُّول، وأوَيا لها حيث لا عاصِمَ من طُوفان الخُطوب غلا ذلك الجَبل.
فأصبحتْ يدُ الجود لأسْباب الغَنى رابِطة، ونُظمتْ عقودُ الكرَم في جيِد أملِهما بلا وَاسطِة، ففي تلك الأكُفّ بِحارٌ تَغْرَق فيها الآمال، ويرشَح من عرَقِ الخجلِ لها جَبينُ السَّحاب الهَطَّال.
من كل مَن مسَحَتْ راحةُ إحسانهِ، قذَى الفقرِ عَيْن زمانِه.
فنادى لسانُ العياَن، قد وضَح الصُّبح لمن له عَينْان.
فمما أنشد لعبد الرحمن قوله:
كبارُ زمانِنا أضْحَوْا صغاراً ... وقد غضِب الزمانُ على الكبارِ
كأنَّ زمانَنا من قوم لوُطٍ ... له وَلَعٌ بتقْديمِ الصّغارِ