ماجد طويل النِّجاد، له بيت كرمٍ رفيعُ العِماد، من غير قَدْحٍ فيه وارِى الزِّناد، ممن رُفِع فوقَ هامة السِّماك مِهادُه، إذا شُيِّد بيتُ الشِّعر وعُمِّر رَبْعُ الأدب فهْو عمادُه، وإذا بدَى ربيعُ طَبْعه نشَر على البقاع وشَائِع، يُحْيي دارسَ الفضلِ فيُصبِح وهو مشهورٌ بها وَشائِع، وجواد قَرِيحتِه مَلآْن العِنان، سبَّاق إلى مغارِس قُصُب الرِّهان، بعَذْب مشرَب كأنه جَنَى النَّحل ممزوجاً بماء الوقائِع، فما رِيح الشَّمال وما الرَّاح الشَّمول، وما وَجَنات الورْدِ خَمَشَتْها راحةُ القبول.
له لُطْفُ خُلُقٍ يسْعَى اللطفُ لينظُر إليه، ورقيقُ محاسن يقِف الكمالُ متحيِّراً لدَيْه، ألذُّ من إغْفاءِة الصَّباح، وأحْلَى من مذاقِ الظَّفَر من ثَمرات النَّجاح.
وأنا وإن لن تقَعْ لي عليه عَيْن، فسماع الأخبار إحدى الرُّؤيتَيْن، على أنِّي إن لم أرَ الأسدَ فقد رأيتُ شِبْلَه، وسيأتي ما بْيني وبينه من المحبَّة والخلَّة، لمَّا قِلْتُ بظلِّ الشَّام، في روضة أطلَّت على نَهَر تَفْتَرٌّ مباسِم النَّوْر فيها عن لآلئِ المطر.