أبو بكر تقِيُّ الدين التاجر المعروف بابن الجَوْهَرِيّ
من زَهَتْ زهرةُ حياتِه بالشام، فنظَر من مطالِع آفاقِها بوارِقَ الفصاحة وشَام، وأسعدَتْه الجُدود فبدَتْ عرائسُ أفكارِه متورِّدة الخُدود، ودارَتْ من شمائِلِه الشَّمول، فسُرَّتْ بها قلوبُ القَبولِ، وعيون العُقول، كما أرْفَضَّ عِرقُ الطَّلِّ الهَتَّان، على رُءوس القُضُب وطُرَر الرَّيْحان.
وله في الأدب والشِّعر تجارة لن تَبُور، إلا أن طبْعَه كأمِّ الصَّقر مِقْلاتٌ نَزُور.
فمن عُقودِه وجواهر نقوده، قوله:
هذِي المنازلُ قبلَنا ... كم ذا تداوَلها أنَاسِي
كم صدَّعتْ ملْكا وكم ... مِن مُدَّعٍ وَضْعَ الأساسِ
غرَسُوا وغيرَهُمُ اجْتَنَى ... مِن بعدِهم ثمرَ الغِراسَ
دُوَلٌ تَمرُّ كأنّها ... أضْغاثُ حُلْمٍ في نُعاسِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute