للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعلاكُمُ في السَّماءِ مجدُكمُ ... فلستُمُ تجهلون ما جَهِلاَ

شافَهْتُمُ البدرَ بالسُّؤالِ عن الْ ... أمرِ إلى أن بلغتُمُ زُحَلاَ

لم تُدْرِكوا قطُّ بالحسابِ بَل الْ ... أحسابِ علماً لكمْ ولا عَملاَ

ولم يزل مُتقلِّداً بصارم القَضا، قانعاً من معشوقتِه الدنيا بحالَتي الصَّدِّ والرِّضا، حتى أراد أن يجدِّد لأسْتاذِنا رصَداً:) وَإنَّا لا نَدْرِي أشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ في الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدا (غافلا عن حَركات الفَلَك، حتى قال له: نبَّهَك اللهُ ما أغْفَلَك، فدارت دوائرُه على مدارِها، وصارت زاويةُ قبْرِه حادَةً بعد ما كانت مُنْفَرجة في أقْطارِها، وشكْلُ العَرُوس من زُخْرُف الحياةِ له أطْماع، وهو لمن تأمَّلَه شكل قطاع.

والموتُ للإنْسانِ بالمِرْصادِ وقد طالعتُ له رسائل فلَكيَّة، وبعض تحريراتٍ هنْدسِيَّة؛ تدلُّ على عُلُوِّ كَعْبِه فيها، وُرقِيَّة من حَضِيض الخمول إلى سماء معالِيها.

وله شعر وَسَط، ونثرٌ غرِيبُ النَّمَط، كقوله في مدح العَّلامة أبي الفتح المَالِكيّ:

يا كَعْبةً يؤُمُّها أُولو النُّهْىَ ... وسِدْرةَ الفضْلِ إليْها المُنتهَىَ

لأنتَ في العالَمِ فردٌ علَمٌ ... بل كلُّ الخلقِ عِلْماً وهُدَى

والفضلُ لمَّا قال إن مَالِكِي ... بالشَّامِ كُلُّ قد أقَرَّ بالولاَ

رَفَعْتَ قَدْراً وعَلَوْتَ رُتْبةً ... وفُزْتَ بالتَّقْديمِ حالَ الابْتِدَا

وفُقْتَ أهلَ الأرضِ بالعلمِ الذي ... أُتيتَه مولايَ من ربِّ السَّمَا

يَصْرِفُ لُبَّ المرءِ نحو لفْظِه ... إذ يُعْرِب الفضلُ على هذا البِنَا

<<  <   >  >>