للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بديعٌ في بابه، وهو كقول الذَّهبيّ:

يطيرُ فؤادي لألْحاظِه ... غراماً وشوقاً وفيها التَّلَفْ

فيا مَن رأى قبْلَها أسهُماً ... يطيرُ اشتياقاً إليها الهدَفْ

ونحوه قوله ابن نُبَاتَة المِصْرِيّ:

صيِّرتَ نومي مثلَ عِطْفك نافراً ... وتركتَ عزْمي مثل جَفْنِك فاتراَ

وسكنْتَ قلباً طار فيك مسَرَّةً ... أرأيْتَ وكراً قطُّ أصبحَ طائراَ

ومما أنشدته له قولَه أيضاً من قصيدة:

يا أيُّها الملأُ المِلاحُ أفتُوني ... مَن ذا أباح لكم دمَ المفتُونِ

مِن كل أسْمرَ سَنَّ قتلَ مُحبهِّ ... إِن المكان مُشرَّفٌ بمكِيِنِ

روضٌ نضيرٌ لم يردْه ناظرٌ ... إلا ورَدَّ عيونَه بعُيونِ

العيون: جمع عَيْن بمعنى الباصِرة، وبمعنى الجاسوس.

يحمِى بنَرْجِسِه أقاحِيَ ثغرِهِ ... ويصونُ وَرْدَ الخدِّ بالمرسينِ

وحياتهِ وهي اليمينُ وإنها ... وحياتِهِ عندي أبرُّ يمينِ

ما خنتهُ إنِّي وشخصُ جمالهِ ... حيث اتّجهتُ عليَّ مِثلُ أمينِ

قرَن الودادُ له فؤادي بالأسى ... أكذا يُجازَى وُدُّ كلِّ قَرينِ

فاتُركْ حديثَ شجونِ من قتل الهوى ... قبْلي وخُذ منِّي حديثَ شجوني

قسماً لو أن العامريَّ مُعَمَّرٌ ... ما جُنَّ إلا مُعجَباً بجنونِي

<<  <   >  >>