للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كنتُ أفْرشْتُه جُفُونَ عيوني ... ورفَعْتُ الغُبارَ فوق الحجاجِ

عالِمٌ يُخْرِجُ الخَفِيَّ المُعَمَّى ... من علوم الأُلى بلا اسْتِخْراجِ

عنده كالصَّباحِ من كلَّ علمٍ ... مُدْلَهمٍّ كالليل أسْودَ دَاجِ

أشْتَكِي غُرْبَتي إلَيْكَ وأنِّي ... بين أهْلي في خِسَّةٍ واندِمَاجِ

غيرَ أنيِّ شَرْوَى غَرِيبٍ لفقْدِي ... أهلَ وُدِّي وعِشْرتي وامْتزاجي

منهُم عُمْدَتِي الذي كان دهراً ... مُفْتِيَ الشامِ مُستَنِيرَ السِّراجِ

العِمادِيُّ ذاك مَن قد تقَضَّى ... عُمُره في دُعاكَ ضِمْنَ الدَّياجِي

كان واللهِ عِطْرَنا النَّدَّ لَمَّا ... ونلْتَقي في ثنَاكَ حين التَّناجي

كان شيْخِي وكان خِلِّي إذا ما ... نابَنيِ حادِثٌ وطُبٌ مِزَاجي

فرمَتْنِي فيه الليالي عِناداً ... والليَالي معروفةٌ باللَّجاجِ

فتخلَّفْتُ في دِمَشْقَ وحيداً ... في اعْتِقالٍ وهِمَّتي في انْفِرَاجِ

أيها السَّيِّدُ الجليلُ المُفدَّى ... عُجْ بحاَجِي عن سَيْرِ حظِّي السَّاجيِ

فابنُ شاهِين ذو جناح مَهيضٍ ... باءَ إن لم تَرُشْه كالدُّراجِ

كنُ لرِاجٍ من فضل جاهِك عَوْناً ... حيثُ يمْضِي بما ترى مُحتاجِ

جارَ دَهْرِي علىَّ فانظَر لأمْرِي ... لا تكِلْني إلى اهْتمامِ احْتياجِ

<<  <   >  >>