سَجِيَّةُ النفسٍ لا تزالُ مَليحةً ... من الضَّيْمِ مَرْمِيّاَ بها كلُّ مُجْرِمِ
أجَمَّعُ شُرَّدَ المعالي وإنَّني ... أبيتُ بفكرٍ في الهوى مُتَقسَّمِ
وأنْدُب أوقاتاً ألذَّ من الُمنَى ... تقَضَّيْنَ لي بين الحَطِيمِ وزَمزمِ
تطارحُني فيهِنَّ ذاتُ تَبَسُّمٍ ... حديثَ هوًى أحْلى من الشُّهْدِ في الْفَمِ
مَوشَّحةُ الأعْطافِ حالِيةُ الطَّلاَ ... تُقلّد عِقْداً من دُموعي ومِن دَمِي
أبَتْ أن تُرَى إلا لِطَرْفِ تفكُّرٍ ... ويَلثِمها إلا شِفَاهُ تَوهُّمِ
أبِيت سَلِيمَ القلبِ منها كأنَّني ... أراقبُ صَفْوَ العيشِ من فَمِ أرْقَمِ
وما أنا مَن يَسْلُو هواها وينْثَني ... إلى أحدٍ غيرِ الكريمِ المُعَظَّمِ
محمدٍ السَّامِي الجَنابِ ومَن غَدَا ... له كَرَمُ الأخْلاقِ دون التَّكَرُّمِ
هُمامٌ لقد أضْحَتْ مآثِرُ فضْلِهِ ... على جَبْهةِ الدنيا كغُرَّةِ أدْهَمِ
ومَوْلًى إذا ضَنَّ السَّحابُ بِوَبْلِهِ ... عليْنَا سَقاناَ مُسْجَماً بعد مُسْجَمِ
له سُؤْدُدٌ حَلَّ السَّماكَيْنِ رفْعةً ... وذلك إرْثٌ فيه من عَهْدِ آدَمِ
وكَفٌّ تحلَّتْ بالسَّماحِ بَنانُهاَ ... بغيْرِ نُضارِ الفضْلِ لم تَتَخَتَّمِ
فما روضةٌ غَنَّاءُ باكيةُ الَحْيَا ... تبَسَّمُ عن ثَغْرَىْ أقَاح وعَنْدَمِ
تُمدَّ بها ريحُ الصَّبا خَطواتِها ... وتَرْفَلُ في ثوبٍ من النَّورِ مُعْلَمِ
بأبْهجَ وجْهاً منه عند هِباتِه ... إذا يَّممت يُمْناهُ آمالُ مُعْدِمِ
فيا ماجداً كل المفاخِر أصبَحتْ ... إلى مجدِه الوَضَّاحِ تُعْزَى وتَنْتَمِي