للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على جيد تدبيره من الخذلان تميمة، فأصبح لعنان عزمه ثانيا، وذهب لملك الفرنسيس فأمده بما رجع به للحرب ثانيا.

فلما التقت الكتيبة السوداء بالكتيبة الخضراء، أقلعت سحابة النقع بعد ما أمطرت ديمة الدماء الحمراء، فكم أسير في غل ندمه، وقتيل طلع بدره في شفق دمه.

فما أكثر القتلى وما أرخص الأسرى فولج البحر وأغرق نفسه في ماء الغمر، وقال لقصير عمره بيدي لا بيد عمرو. فقلصت السعادة عنه ظلها، وعقد المحس له عقدة لم يذكر عاقدها حلها، ومله الملوان، وضحك على أمله الخذلان، فتبرجت لأحمد عروس تلك الممالك مهنأة بالرفاء والبنين، وأمست ثغورها لنور محياه ضواحك متهللة بالفتح المبين.

فما ألم بتلك الثغور قلحٌ إلا جلاه بمساويك الرماح، ولا نبض عرق كفر إلا فصده بمباضع الصفاح.

مع دخوله بيوت الفضل من أبوابها، وتحليه دون ملوك الزمان بحلى آدابها، حتى أنه كان يحضر دروسها، ويحيى بمنطقه الرائق دروسها، ويطلع في سماء ديوانه شموسها.

وله شعر وإنشاء، بهما طرز المجد موشى، فهو رب السيف والطيلسان، والقلم المسدد والسنان.

لازال المغرب به كامل الأهلة، والشمس تسعى له لتخدم بالسعد محله.

<<  <   >  >>