للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت بعض حظاياه عليه غضبى، وهي مجردة عليه من هجرها عضبا، فأهدى له حرسي وردة من بستانه، وحياه بشير الربيع بنشرها قبل أوانه، فأرسلها إليها مع أبيات يسترضيها، ويستعطف غصن قامتها بنسيم العتاب ويستعفيها:

وافَى بها البستانُ صِنْوُكِ وردةً ... يْقضِى بها لما مطَلْتِ عهودَا

أهْدَى البَهاَرَ محاجِراً وأنى بها ... في وقتِه كيما تكونَ خُدودَا

فبعثْتُها مُرتاةً بنسيمها ... تُثْنىِ من الرَّوضِ النَّضيرِ قُدودَا

وهو في هذا كمن أهدى للبحر الدر، بل للروض الزهر، ولا أقول التمر لهجر.

وقوله أيضا:

لا وطرفٍ علَّم السيفَ فقَدّ ... في قَوام كقَنا الخَطِّ مَيَدْ

ووميضٍ لاح لمَّا ابْتسمَتْ ... من ثَنايا مثْلِ دُرٍّ أو بَرَدْ

ما هلالُ الأُفق إلا حاسدٌ ... لعُلاها وبَهاها والغَيَدْ

ولذا صار ضئيلاً ناحلاً ... كيف لا يفْنَى من حَسَدْ

<<  <   >  >>