للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب إلي وقد أصابته الحمى فاقتصد، يذكر إشتياقه، ويشكو ما منعه من ملاقاتي وعاقه.

أنا في غربتي وعلتي، ونا خليل لم تبل بملاقاته غلتي، لا أظن نسيان الإخوان، وأعتذر لتقصير الزمان.

كأنَّ زماني خاف لَحناً فلم يكُن ... ليجمَعَ بين السَّاكِنَيْنِ بأوْطانِ

فكتبت له:

كفاك اللهُ ما تخْشَى وغطَّى ... عليك بظلِّ نِعْمتِه الظَّليلِ

أعز الله تعالى أنصار الكرم الفياض والحسب، وحفظ بحمايته معالم الفضل العامرة بالأدب، ببقائك محروسا من هجوم الخطوب، محفوفا بسور منيع من إحاطة القلوب، وأصوات جرس الدعاء به مرفوعة، وسدته بحجاب الصنائع ممنوعة، وله من عطر الثناء نشر وانتشر، فلا يمل حتى يمل نسيم السحر.

والدهر وإن كان ذا غير، من تفكر فيه واعتبر، فكيف يتسلط عليه بآلامه، وهو لا يتسلط على أيادي إنعامه، فإن هم به ونعمه سابغة عليه، فقد ورد:) اتق شر من تحسن إليه (.

أتُهْدِي له الأيامُ سُقْماً وإنما ... مساعِيهِ في أعْناقِهنَّ قَلائِدُ

فإن اعتل فإنما اعتل الكرم والكمال، وإن مرض فقد مرضت الأماني والآمال، والقلوب والأرواح، وإن دعونا له فإنما ندعو لأنفسنا بالصلاح، ورب

<<  <   >  >>