كتبت عن ود لا أقول كصفو الراح، فإن فيها جناحا، ولا كسقط الزند فربما كان شحاحا، ولكن أصفى من ماء الغمام، وأضواء من القمر ليلة التمام.
فراجعه بقوله: كتبت - دام عزك - عن ود كمء الورد نفحه، وعهد كصفائه صفحه، ولا أقول أصفى من ماء الغمام فقد يكون معه الشرق، ولا أضواء من قمر التمام، فقد يدركه النقص ويمحق.
وليس ما وقع فيه الاعتراض مختصا بصفو الراح، ولا بسقط الزند عند الاقتداح، فإن أمور هذا العالم هذا سبيلها، وجياد الكرم تجود كيفما أرسلها مجيلها.
وعلى ذكر القصة قلت:
إن الصفَّي الذي كنتُ أعهَدُه ... عند المُلَّماتِ ذُخْراً للوداد مُذِقْ
وقد يغَصّ بخيْر الزْادِ آكلُه ... وقد يكون من الماء الزُّلالِ شَرَقْ
وقلت أيضا:
إن كنتَ تُوجعني بالّلوم في زَللِي ... وظَلْتَ تُبْرِيءُ من الدّاءِ بالدَّاءِ
فقد يسوغُ بضَرْبِ الظَّهر غُصةُ مَن ... قد اسْتغاثَ فلم يُنْجِدْه بالماءِ