للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بين حماسةٍ وسماحة، وفصاحةٍ وصَباحَة.

إذا زان قوماً بالمناقبِ واصِفٌ ... ذكَرْ فضْلاً يَزينُ المناقِبَا

وجلالهُ هْيبةٍ لا تُريد حاجباً، وشِيمٌ شمٌ لو تجسَّمت كانت بوجهِ الدَّهر عَيْناً وحاجبا.

فكم أوردَ النجَّيعَ سيفَه المجرّد عن العلاِئق، وأصدَره ثائرا على غَدِير لامَته من الدماء شقائِق.

مِن فِتْية إذا تصافحوا بالصِّفاح، تهللَّتْ ضاحكةً بالنَّجِيع ثُغورُ الجراح.

حَلِيمٌ إذا ما الحِلمُ فَكَّ حِزامَهُ ... وَقُوفٌ ولو كان الوُقُوفُ على جَمِرْ

مع محاضرات لو سمع بها الرَّاغب سعَى لها راغِبا، وأبكارُ أفْكارٍ لا يكافِئها إلا مَن كان بمتاع الحياةِ خاطِبا.

ما عُذْرُ مَن ضربَتْ به أعْراقُه ... حتَّى بلغْنَ إلى النَّبيّ مُحَمدٍ

أنْ لا يَمُدّ إلى المكارم باعَةُ ... وينالَ غاياتٍ العُلا والسُّوددِ

مْتخلفّاً حتىَّ تكونَ ديُولهُ ... أيْدِي الزَّمانِ عمائماً للفَرقَدِ

بلَغني أن بعض بني عمَه ورَد نَدِبَّه، جارا لِذيْل التّيهِ والَحمِيَّة الهاشِمَّية، فتصدَّر عليه شخصٌ في ذلك النَّادي، فتجعَّدت أساريرُ وسيفُ حِدَّتِه من غْمِد التَّصير بادِى، فلما فِطن لذلك قال: إنه ليقودُنِي زِمامُ العجَب، ويُهزُّ عِطْفَ أرْيَحِيَّني ساعدِ الطَّرب، بقصيدِة المُتنّبي، التي أوَلها:

<<  <   >  >>