للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأفاد الطلاَّب، وحلَّ بأسْنان قلمِه المُشْكلات الصّعاب.

وأقام في جوار بيتِ الله وِحمَاه، معتزِلاً عن الناس ولا بِدْع أن يُعتزِل جار الله.

وكان ممَّن وَرِىَ به زِناَدِى، ورَوِىَ من ورْده فؤادي.

وسُعّرتْ بالاستفادة منه نارِي وفكَّ من رِبقَة الجهل بفضْله أسارِى ولم يزل يُرسل إلى وُفودَ أخْباره، ويُهدِى نسيم نجدٍ إلى نَفَحاتِ آثاره.

إلى أن صُمّ الخَبر، وعمىَ قائُد الأثر.

وبيني وبينه مُكاتباتٌ.

منها، ما كتبتُه إليه مع سَمَك: مولايَ أطال اللهُ بقَاك، ورفعك على هام السِّماك.

أنهِى إليك، ناثِراً للآلئ المَعْذِرة بين يديْك أني زرتُ البحرَ أخاك، ويدُ الرجاء مُدَّت لما بُهتتُ عيونُ الشّباك.

فأهدَى إلىَّ من المسَرَّة، ما كدتُ معه أصْطادُ حوت السّماك بشِباك المجرَّة.

وأرسلَ لزيارتي أمواجَه، فإنْساني الدهرَ وخَطْبَه فلا أدْري أأعْرض عنّى أمْ وَاجَه.

وأهْدَى إلىَّ حيتاناً كأنَّها خناجر، قطعَتْ من الجوع الغَلاصِم والخناصِر.

فصَّير جِيدَ أمالي حاليا، وأذْكرني وما كنت نَاسيِا بحرَ عَطاياك وهو أكبر، ولكنَّ الشيء بالشيء يُذْكَر.

<<  <   >  >>