للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هبطَتْ بها الأقدارُ أرضاً لم يكُنْ ... فيها نزولُ الوَحْيِ مَعْ فُرْقانِهِ

سوداءُ مُظلمِةُ الرِّحابِ كأنها ... قلبُ الحسودِ علَتْهُ ظُلْمةُ رَانِهِ

فغدَتْ تَنوُحُ على البلادِ بمَدْمَعٍ ... سَحٍّ يُباَرِي الغيْثَ في تهتْاَنِهِ

مأسورةَ القلبِ المُعنَّى من جَوًى ... مسجورةَ الأحشاءِ من نِيرانِهِ

تبْكيِ إذا ذُكرِ الحِمَى حيث الحِمَى ... روضٌ تُغرِّد في ذُرَى أغْصانِهِ

تنْفَكُّ تنثُر لؤلؤاً من أدمُعٍ ... كالدُّرِّ يُنْظَم في سُمُوط جُمَانِهِ

حتى ترى روْضَ الحِمَى أو تجْتلِي ... روضَ ابن بُستانٍ وحيدِ زمانِهِ

ذو رُتْبةٍ في المجدِ رامَ بلوغَها الْ ... فَلَك المُحيطُ فلَجَّ في دوَرانِهِ

سبقَته فاستْعدَى عليناَ طاوياً ... لصحائفِ الأعمارِ في سَرَعانِهِ

وله من أخرى:

لي فيكمُ كدَرَارِي الأُفْقِ سائِرةٌ ... هِيِ اللآَّلِئُ ألا أنَّها كَلِمُ

مِن كلَّ شامخةِ العِرْنيِن تَحسَبُهُاَ ... في الشَّعر ليْثاً لها من نفْسِها أجَمُ

تبْقَى على صفحاتِ الدهر خالدةً ... كالأنجُمِ الزُّهْرِ عِقْداً ليس ينْفَصِمُ

أو غادةٌ حسنُها قَيْدُ النَّواظرِ في ... ألْحاظِها سَقَمٌ في أنفِها شَمَمُ

وله من أخرى:

حِمَى الشَّام جادَ الغيثُ ما حلَّ تُرْبَه ... مغانيِ الهوى فيها مغاَنيِ أحبَّتِي

وباتتْ بأَغلَى النَّيْرَ بَيْنِ مع الصَّبا ... تطارحُها ذِكْرى عهودٍ بربَوْةِ

<<  <   >  >>