والثاني: أن تكون إحدى النونين حذفت تخفيفًا؛ على لغة غطفان، وورد عليها قولُه تعالى: { ... فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ... } [الحجر: ٥٤]؛ في قراءة نافع بكسر النون. وهذان الوجهان لغتان للعرب في الأفعال الخمسة إذا كانت مضارعة مرفوعة متصلة بها نون الوقاية، واللغة الثالثة - وهي الأصل والجادة - إثبات النونين معًا. ومما وقع كما في الأصل قوله في "صحيح مسلم" (٢٥٥٨): "إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني". وانظر: "الكتاب" لسيبويه (٣/ ٥١٩ - ٥٢٠)، و "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص ٢٣٢ - ٢٣٤، وغيرها)، و "شرح التسهيل" لابن مالك (١/ ٥١ - ٥٣)، و "البحر المحيط" (٥/ ٤٤٧). (١) سقط من الأصل، واستدركناه من "تاريخ الإسلام" للذهبي، ومن "تاريخ الخلفاء" للسيوطي؛ فقد نقلا هذا الحديث عن المصنف كما في التخريج، وهي موجودة أيضًا في جميع مصادر التخريج. (٢) هو: ابن أبي رباح.
[١٢٥٩] سنده صحيح إلى عطاء، وقد روي عنه عن ابن عباس كما سيأتي. وقد أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (٤/ ١٦٥) من طريق المصنف. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٧) من طريق أحمد بن روح الأهوازي، عن سفيان، به، إلا أنه جاء في تفسير قوله تعالى: { ... سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ... } [الفَتْح: ١٦]. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٢١/ ٢٦٦)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٧)؛ من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: إلى قوم أولي بأس شديد بفارس. وهذا لفظ أبي نعيم، ولفظ ابن جرير مثل رواية المصنف، إلا أن ابن جرير جاء بهذه الآية =