للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٢٦٣] حدَّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو مُعاويةَ، عن هِشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه؛ في قولِه تَبارَكَ وتَعالى: {فَلَا (١) تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا}؛ قال: لا تَمْنَعْهُمَا شيئًا أراداه.


= ومن هؤلاء القراء: أبو جعفر ونافع المدنيان وابن كثير المكي وأبو عمرو ويعقوب البصريان.
قال ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (١٢/ ٤٩٢ - ٤٩٣): "وكذلك بعض السلف أنكر بعضهم حروف القرآن، مثل إنكار بعضهم قوله: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الرعد: ٣١]، وقال: إنما هي "أو لم يتبين الذين آمنوا"، وإنكار الآخر قراءة قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسرَاء: ٢٣]، وقال: إنما هي "ووصى ربك"، وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورة القنوت. وهذا خطأ معلوم بالاجماع والنقل المتواتر، ومع هذا فلمَّا لم يكن قد تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر". اهـ.
وأما قراءة: "ووصى"، و "أوصى" فإنها شاذة لمخالفتها رسم المصحف؛ قال أبو حيان: "وينبغي أن يحمل ذلك على التفسير؛ لأنها مخالفة لسواد المصحف". مشيرًا إلى أن بعض السلف فسَّر {قضى} هنا بمعنى "وصى"، وفسرها بعضهم بـ "أمر"، وبعضهم بـ "ألزم وأوجب وحكم" إلى غير ذلك من التفسيرات. وإنما أنكرها من أنكرها لفهمه أن {قضى} بمعنى القدر، وأنه لو كان ذلك لم يعصي اللهَ أحدٌ، ولذلك اتهم الحسن بالكلام في القدر لما استدل بهذه الآية كما في بعض الروايات. وقد ذكر القرطبي وغيره كثيرًا من المعاني المختلفة لكلمة {قضى} ورد بها القرآن الكريم.
وانظر: "معاني الفراء" (٢/ ١٢٠)، و "تفسير الطبري" (١٤/ ٥٤٢ - ٥٤٣)، و "معاني النحاس" (٤/ ١٣٩)، و "مختصر ابن خالويه" (ص ٧٩)، و "المحرر" (٣/ ٤٤٧)، و "زاد المسير" (٥/ ٢١ - ٢٢)، و "تفسير الرازي" (٢٠/ ١٨٥)، و "تفسير القرطبي" (١٣/ ٥٠ - ٥١)، و "البحر المحيط" (٦/ ٢٢ - ٢٣)، و "الدر المصون" (٧/ ٣٣٣ - ٣٣٤)، و "الدر المنثور" (٩/ ٢٨٦ - ٢٨٨)، و "إتحاف فضلاء البشر" (٢/ ١٩٥)، و "معجم القراءات" للخطيب (٥/ ٣٧ - ٣٩).
(١) في الأصل: "ولا" بالواو.

[١٢٦٣] في سنده أبو معاوية محمد بن خازم، وفي روايته عن هشام بن عروة كلام سبق بيانه في التعليق على الحديث [٧٦٩]؛ لكنه لم ينفرد بهذا الحديث، =

<<  <  ج: ص:  >  >>