للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ألّا تعبدوا إلا إيّاه يقولُ: "الْتَزقتِ الواوُ بالصَّادِ، وأنتم تَقْرؤونها: {وَقَضَى رَبُّكَ} " (١).


= قال الله عز وجل: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} [الشّورى: ١٣]. وقد عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٩/ ٢٨٧) لأبي عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه.
وسنده ضعيف جدًّا؛ فيه فرات بن السائب، وهو أبو سليمان - وقيل: أبو المعلى - الجزري، وهو متروك متهم فيما يروي عن ميمون بن مهران؛ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ١٣٠): "فرات بن السائب أبو سليمان، عن ميمون بن مهران، تركوه، منكر الحديث". وانظر: "الجرح والتعديل" (٧/ ٨٠)، و "المجروحين" لابن حبان (٢/ ٢٠٧)، و "الكامل" لابن عدي (٢٢ - ٢٥)، و "لسان الميزان" (٤/ ٤٣٠ - ٤٣١ رقم ١٣١٤).
(١) قرأ الجمهور: {وَقَضَى} بالقاف والضاد المعجمة، وهي القراءة المتواترة المستفيضة عن كثير من الصحابة - ومنهم ابن عباس وابن مسعود - في أسانيد القراء العشرة، وغيرهم.
وقرأ بعض ولد معاذ وأبو عمران وعاصم الجحدري ومعاذ القارئ والأعمش في رواية المطوّعي عنه: "وقَضاءُ رَبِّك" بالقاف والضاد المعجمة والمد والهمزة المضمومة، وخفض اسم الرب بالإضافة.
وقرأ ابن عباس وابن مسعود وعلي وأبي بن كعب وسعيد بن جبير والضحاك والنخعي وميمون بن مهران وأبو المتوكل: "ووَصَّى" بواوين وبالصاد المهملة؛ من التوصية. وقرأ بعضهم: "وأَوْصَى".
هذا جماع ما ذكر في الاختلاف في هذا الحرف.
أما ما روي عن ابن عباس وغيره من أن قراءة {وقضى} تصحيف من "ووصى"، فقد تقدَّم في تخريج الحديث أن هذه الرواية عنه منكرة، ولئن كان إسنادها جيِّدًا - كما ذهب إليه ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٣٧٣) مضيفًا أنه صحَّ عن ابن عباس مثل ذلك في آيات آخرى - فليس فيها حجة؛ للإجماع على خلاف ذلك، وأن قراءة {وَقَضَى} هي المتواترة المجمع عليها، ولأن القراءة سنة متبعة، ولم يكن الصحابة - رضي الله عنهم - ولا التابعون ومن بَعْدِهم ولا مَن بعدَهم من القراء يأخذون عن الصحف، وأولى ما يجاب به عن هذا أن قراءة {وَقَضَى} لم تكن قد بلغت مَنْ أنكرها وقت إنكاره إياها، وإن أسانيد عدد غير قليل من القراء العشرة ترجع إلى ابن عباس وابن مسعود وغيرهما ممن قرأ: "ووصَّى"، =

<<  <  ج: ص:  >  >>