للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حديثًا (١) ما سمعتُ حديثًا هو أحسنُ منه إلا كتابَ اللهِ، أو روايةً عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ أنَّ بني إسرائيلَ لما طال عليهم الأمدُ قستْ قلوبُهم؛ اخترعوا (٢) كتابًا من عندِ أنفسِهم استهوتْهُ قلوبُهم، واستحلَتْهُ ألسنتُهم، وكان الحقُّ يحولُ بينَهم وبينَ كثيرٍ من شَهَواتِهم، حتَّى نبذوا كتابَ اللهِ وراءَ ظُهورهم؛ كأنهم لا يعلَمون، فقالوا: اعْرِضُوا هذا الكتابَ على


= وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٢٢/ ٤١٠) من طريق إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود؛ نحوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٨٥٧٧) عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب؛ قال: قال عِتْريسٌ لعبد الله بن مسعود: هلك من لم يأمر بالمعروف، وينه عن المنكر. فقال عبد الله: بل هلك من لم يعرف المعروف بقلبه، وينكر المنكر بقلبه. وهذا إسناد صحيح.
وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٨٢) من طريق مسعر بن كدام، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٣/ ٢٨٣) من طريق سفيان الثوري وشعبة؛ جميعهم عن قيس بن مسلم، به.
وانظر: "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (٢٦٩٤).
وانظر الأحاديث [٣٤٤١ - ٣٤٤٤/ الزهد].
(١) يعني: عبد الله بن مسعود. وقوله: "حديثًا" مفعول للفعل "حدثنا" الذي اختُصر إلى"نا".
(٢) قوله: "لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم اخترعوا ... "، كذا في الأصل، وكذا في "الاعتصام". والجادة: "لما طال عليهم الأمد وقست قلوبهم اخترعوا" كما في بعض المصادر، أو: "لما طال عليهم الأمد قست قلوبهم واخترعوا"؛ كما في بعض المصادر أيضًا. وقد تكون الفاء موضع الواو في التقديرين.
وما في الأصل و"الاعتصام" يخرّج على حذف حرف العطف؛ كقوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا} [التوبة: ٩٢]، وخرجت الآية تخريجات أخرى تصلح هنا.
وانظر: "مغني اللبيب" (ص ٥٩٩ - ٦٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>