وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٨٩٢١)، والبخاري (٢٧٢٨)، والنسائي في "الكبرى" (١١٢٥١)، وابن جرير في "تفسيره" (١٣/ ٥١٥ و ٥١٥ - ٥١٦) و (١٥/ ٤٢٥)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٠/ ٢٤١ - ٢٤٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٢٨٧ و ٢٩٢ و ٢٩٥)، وأبو الحسين محمد بن المظفر في "حديث شعبة" (١٣٣)، من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، قال: سألت أبي عن هذه الآية: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: أهم الحرورية؟ قال: لا، هم أهل الكتاب: اليهود والنصارى، أما اليهود فكذبوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وأما النصارى فكفروا بالجنة، وقالوا: ليس فيها طعام ولا شراب، ولكن الحرورية: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: ٢٧]. وكان سعد يُسميهم: الفاسقين. هذا لفظ ابن أبي شيبة، ونحوه لفظ الباقين، وفيه مخالفة للروايات السابقة في ذكر الآية التي في الحرورية. قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٤٢٥): "وهذا الحديث رواه جماعة من أهل الكوفة عن مصعب بن سعد بألفاظ مختلفة، ننبه على ما تيسر منها ... "، فذكر بعض الاختلاف، ومنه ما ذكرنا هنا، ثم قال: "وكأن سعدًا ذكر الآيتين معًا، التي في البقرة والتي في الصف". وهذا الذي ذكره الحافظ هو المتجه للجمع بين الألفاظ المختلفة. وقد أخرجه الحاكم (٢/ ٣٧٠) من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن عمرو بن مرة، به، بنحو اللفظ السابق، ثم قال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وسكت عنه الذهبي، وفاتهما أن البخاري قد أخرجه. (١) تقدم في الحديث [٢٠] أنه ثقة. (٢) يعني: سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -. (٣) في الأصل: "ولكن أصحاب الحرورية"، ثم ضرب على قوله: "أصحاب". (٤) سورة الصف، الآية (٥).