وعزاه السيوطي أيضًا (١٠/ ٤٠٠) لهناد وعبد بن حميد وابن جرير؛ عن سعيد بن جبير. وقد أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٤/ ٢٩٨) فقال: حدثنا أحمد بن داود بن موسى، أنبأنا شعبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش ... ، فذكره هكذا بجعل شيخ أحمد بن داود شعبة، وهذا لا يمكن؛ لأن وفاة أحمد بن داود سنة (٢٨٢ هـ) كما في "المنتظم" لابن الجوزي (٥/ ١٥١)، ووفاة شعبة سنة (١٦٠ هـ) كما في "التقريب" وغيره، وأبو معاوية أيضًا أصغر من شعبة، فوفاته سنة (١٩٥ هـ) كما في "التقريب"، ومثل هذا الإسناد لا يجيء إلا في حالات نادرة، كرواية الأكابر عن الأصاغر، والسابق عن اللاحق، فلو كان موجودًا لعني به أهل العلم وذكروه. وسيأتي بعد قليل أن شعبة يروي هذا الحديث عن الأعمش بلا واسطة، ومن المعلوم أنه من كبار تلاميذه. والصواب - فيما يظهر - أن أحمد بن داود قال: "أنبأنا سعيد"؛ يعني: ابن منصور، فأحمد بن داود من طبقة تلاميذ سعيد بن منصور، وكلاهما مكي، وكثيرًا ما يتصحف "شعبة" إلى "سعيد" والعكس. وعلى وجه الخصوص إذا كان خط النسخة فارسيًّا، والله أعلم. وأخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (٦٥٨ و ٦٥٩) عن الأعمش، نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٧٧٩)، وهناد في "الزهد" (١٦٠)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (٣/ ١٥٠)؛ من طريق وكيع، والفسوي (٣/ ١٥٠)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٤/ ٢٩٧)؛ من طريق حفص بن غياث، وإسحاق البستي في "تفسيره" (ق ٤٥/ أ) من طريق شعبة، وابن جرير في "تفسيره" (١٦/ ٤٣١ و ٤٣٥) من طريق يحيى بن عيسى، و (١٦/ ٤٣٢) من طريق عيسى بن يونس؛ جميعهم (وكيع، وحفص، وشعبة، ويحيى، وعيسى) عن الأعمش، نحوه، وجاء في بعض الروايات مختصرًا. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (١٦/ ٤٣٢ - ٤٣٣ و ٤٣٥)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٤/ ٢٩٨)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٢٨٧)؛ من طريق منصور بن المعتمر، وأبو نعيم (٤/ ٢٨٧) من طريق عطاء بن السائب؛ كلاهما (منصور، وعطاء) عن سعيد بن جبير، نحوه.