وفي هذه الجملة موضعان من الخلاف في القراءة: الموضع الأول: قوله تعالى: {وَتَرَى النَّاسَ}: قرأ الجمهور بالتاء المفتوحة ونصب {النَّاسَ}؛ أي: وترى أنتَ الناسَ سُكارى. وقرأ زيد بن علي: {وَتَرَى النَّاسَ} بضم التاء وكسر الراء ونصب {النَّاسَ}؛ أي: وتُرِي الزلزلةُ أو الساعةُ الناسَ سُكارى. وقرأ الزعفراني وعباس في اختياره: {وَتَرَى النَّاسَ} بضم التاء وفتح الراء ورفع {النَّاسَ}؛ على أنه نائب فاعل، وأُنث الفعل على معنى الجماعة. وقرأ أبو هريرة وأبو زرعة هرم بن عمرو بن جرير وأبو نهيك: {وَتَرَى النَّاس} بضم التاء وفتح الراء مع نصب {النَّاسَ}؛ عدَّى "ترى" إلى ثلاثة مفاعيل؛ الضمير المستتر "تُرَى أنت"، و"الناس" و"سكارى". الموضع الثاني: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}: قراءة الجمهور بضم السين وبالألف فيهما. وقرأ حمزة والكسائي وخلف - من العشرة - وهي قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وحذيفة وابن مسعود وأصحابه وابن سعدان ومسعود بن صالح: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} بفتح السين وسكون الكاف بلا ألف؛ كـ"مَرْضَى". وقرأ أبو هريرة وأبو نهيك وعيسى: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} بفتح السين وبالألف فيهما. وقرأ الحسن والأعرج وأبو زرعة وابن جبير والأعمش: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} بضم السين وسكون الكاف بلا ألف فيهما؛ كـ"بُشْرَى". وقرأ أبو زرعة أيضًا: {سُكَارَى} بالفتح والسكون بلا ألف {وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} بالضم والسكون بلا ألف. وقرأ ابن جبير أيضا: {سُكَارَى} بالفتح والسكون بلا ألف {وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} كالجمهور. ويروى عن الحسن أيضًا: {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} بضم السين وفتح الكاف بلا ألف. ذكرها السمين الحلبي. وانظر تفصيل القراءة في الموضعين وتوجيهها في: "المحتسب" (٢/ ٧٢ - ٧٤)، و "المحرر الوجيز" (٤/ ١٠٦)، و "تفسير القرطبي" (١٤/ ٣١١ - ٣١٢)، و"البحر المحيط" (٦/ ٣٢٥ - ٣٢٦)، و"الدر المصون" (٨/ ٢٢٤ - ٢٢٧)، و"النشر" (٢/ ٣٢٥)، و"إتحاف فضلاء البشر" (٢/ ٢٧٠ - ٢٧١)، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (٦/ ٧٣ - ٧٧).