للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فرعونُ يتأخَّرُ وهو على سَريرِهِ، فقال فرعونُ: خذها وأُسْلِمُ. فعادت كما كانت، وعاد فرعونُ كافرًا، فأُمر موسى أن يسيرَ إلى البحرِ، فسار بهم في ستِّ مئةِ ألفٍ، فلمَّا أتى البحرَ أُمر البحرُ إذا ضربه موسى بعصاه أن ينفرجَ له، ولم يُؤمَرْ موسى أَنْ يضربَهُ بعصاه، فبات البحرُ له أَفْكَلُ (١)، فأُمر موسى أن يضربَ بعصاه البحرَ، فانفلق منه اثْنَا (٢) عَشَر طريقًا، لكلِّ سبطٍ منهم طريقٌ، وجعل لهم فيها أمثالَ [الكَوَّاتِ] (٣) ينظرُ بعضُهم إلى بعضٍ، وأقبل فرعونُ في ثمانِ مئةِ ألفٍ، حتى أشرف على البحرِ، فلما رآه هابه وهو على حصانٍ له، وعرض له ملكٌ وهو على فرسٍ له أنثى (٤)، فلم يملكْ فرعونُ فرسَهُ حتى أقحمه (٥)، وخرج آخِرُ بني إسرائيلَ، وولج أصحابُ فرعونَ، حتى إذا صاروا في البحرِ أُمر البحرُ فأُطبق عليهم، فغرق فرعونُ بأصحابِهِ، فقالت بنو إسرائيلَ لموسى: ما غرق فرعونُ! فأَمر اللهُ البحرَ فلفَظَهُ حتى رأوا جسدَهُ.


= والكلمة أعجمية معربة، وقيل: إنها عربية.
(١) تشبه فاؤها في الأصل باءً غير منقوطة.
والأفكلُ - كأحْمَد - الرعدة من الخوف أو البرد أو نحوه. ولا فِعْل منه. "تاج العروس" (ف ك ل). والجملة من المبتدأ والخبر "له أَفْكَلُ" في محل نصب خبر "بات".
(٢) رسمها في الأصل: "ثنى" غير منقوطة الياء.
(٣) في الأصل: "الكواكب"، والمثبت من "الدر المنثور". والكَوَّاتُ: جمع كَوَّةٍ، وهي الفتحة في الحائط ونحوه. وتجمع أيضًا على كُوًى وكُوَاءٍ. "تاج العروس" (ك و و).
(٤) الفَرَسُ تقع على الذكر والأنثى. "المصباح المنير" و "تاج العروس" (ف رس).
(٥) في رواية الطبري (١٢/ ٢٧٥ - ٢٧٦): "وخرج فرعون على حصانٍ أدهم، ... وكانت تحت جبريل عليه السلام فرسٌ وديق (أي: تشتهى الفحل) ليس فيها أنثى غيرها، ... فلما خرج آخِرُ بني إسرائيل دنا منه جبريل ولصق به، فوجد الحصان ريح الأنثى، فلم يملك فرعون من أمره شيئًا، وقال: أَقْدِمو".

<<  <  ج: ص:  >  >>