للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تخرجُ منه دابةُ الأرضِ، فإنها تخرجُ وهي ذامَّةٌ الناسَ (١)، فتَلْقَى المؤمنَ فتَسِمُهُ في وَجْهِهِ وَكْتةً (٢)، فيبيضُّ لها وَجْهُهُ، وتَسِمُ الكافرَ وَكْتةً يَسْوَدُّ لها وَجْهُهُ، وهي دابةٌ ذاتُ زَغَبٍ (٣) ورِيشٍ، فتقولُ: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}.


= وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٨٤)، ونعيم بن حماد في "الفتن" (١٨٦٢)، وابن جرير في "تفسيره" (١٨/ ١٢٦)، من طريق معمر، والفاكهي في "أخبار مكة" (٢٣٥٨) من طريق حماد بن سلمة؛ كلاهما (معمر، وحماد) عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو، قال: إنها تَنْكُتُ في وجهِ الكافرِ نُكْتةً سوداءَ، فتَفْشُوا في وجهِهِ، فيَسْودَّ وجهُه، وتَنْكُتُ في وجهِ المؤمنِ نُكْتةً بيضاءَ، فتَفْشُوا في وجهِهِ، حتى يَبْيضَّ وجهُه، فيجلسَ أهلُ البيتِ على المائدةِ، فيعرِفون المؤمنَ من الكافرِ، ويَتبايَعون في الأسواقِ، فيعرِفون المؤمنَ من الكافرِ. هذا لفظ رواية معمر. ولفظ رواية حماد: عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنه أخذ نعله وقال: "لو شئت ألا أنتعل حتى أضع رجلي حيث تخرج الدابة من قبل أجياد مما يلي الصفا". وقتادة لم يدرك عبد الله بن عمرو.
ووقع عند ابن جرير: "عبد الله بن عمر".
(١) كذا في الأصل. وعند الفاكهي: "ذامة للناس"، وفي مطبوع " الدر المنثور": "آية للناس"، وأورد السيوطي الأثر أيضًا في موضع آخر (١١/ ٤٥٢) عن عبد الله بن عمرو وعزاه لعبد بن حميد، وفيه: "ذامة للناس". وفسرها محققو "الدر" بأنها حابسة للناس، وأحالوا على "تاج العروس" (ذ م م). والذي في "التاج" تفسير حديث حليمة السعدية: "فخرجتُ على أَتَاني (الحمارة) تلك، فلقد أذمت بالركب"؛ أي: حبستهم لضعفها وانقطاع سيرها. وفي "التاج" قبل ذلك: "ومن المجاز: أذمّت ركابهم: إذا أعيت وتخلفت كلالًا وتأخرت عن جماعة الإبل".
و"ذامة" إنما هي اسم فاعل من الثلاثي "ذَمَّ" وليست من "أَذم". والظاهر أن المعنى المراد غير ذلك. والله أعلم.
(٢) الوَكْتَة: النقطة في الشيء. "تاج العروس" (و ك ت).
(٣) الزَّغَبُ: الشعيرات الصفر على ريش الفرخ، أو هو صغار الشعر والريش =

<<  <  ج: ص:  >  >>