للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"ما أُوحِيَ إليَّ (١) أَنْ أجمعَ المَالَ [وَأَكُونَ] (٢) من المُتَاجِرين (٣)، ولكنْ أُوحِيَ إِليَّ أَنْ سَبِّحْ (٤): {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩)} ".

* * * * *


= والراوي عن أبي طيبة هو سعد بن سعيد الجرجاني، لقبه: سعدويه، وهو رجل صالح، لكنه ليس بعمدة في الحديث، ذكر ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٣٥٧ - ٣٥٩) أنه كان رجلًا صالحًا، حدَّث عن الثوري وغيره بما لا يتابع عليه، ثم قال: "ولسعد غير ما ذكرت من الحديث غرائب وأفراد غريبة، وكان رجلًا صالحًا، ولم تُؤْتَ أحاديثه التي لم يتابع عليها مِن تعمُّدٍ منه فيها، أو ضعف في نفسه ورواياته؛ إلا لغفلة كانت تدخل عليه، وهكذا الصالحين [كذا] ". وانظر: "لسان الميزان" (٤/ ٢٩ - ٣٠).
فالحديث من هذا الطريق منكر تفرد به سعد بن سعيد هذا عن أبي طيبة، وكلاهما ضعيف في الحديث، واللّه أعلم.
(١) في الحديث [٢٦٧٨]: "ما أَوحى اللّه إلي".
(٢) في الأصل وفي "الزهد" للإمام أحمد: "وأكن"، والمثبت من الحديث [٢٦٧٨]، وهو الذي في سائر مصادر التخريج؛ وهو الجادة؛ لأنه مضارعٌ معطوفٌ على منصوب، فلا يحذف حرف العلة. ويتجه ما في الأصل و"الزهد" للإمام أحمد - إن صحت الرواية به، ولم يكن من تغيير النسّاخ - على أنه أراد مشاكلة قوله تعالى: {وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} "، أو على تَوَهُّم أن الفعل معطوف على مجزوم، أو غير ذلك من التوجيهات، وانظر في المشاكَلة: "الخصائص" (٣/ ٩٤ - ٩٦)، و (٣/ ٢١٨ - ٢٢٧)، و"مغني اللبيب" (ص ٢٧٥ - ٢٧٦)، وفي العطف على التوهُّم: "الإنصاف" (٢/ ٥٦٤ - ٥٦٥)، و"مغني اللبيب" (ص ٤٥٣).
وفيه احتمالٌ أن يكون أصل العبارة: "ما أوحي إلي: أَنِ اجْمَعِ المالَ وَكُنْ من المتاجرين".
(٣) في الحديث [٢٦٧٨]: "التاجرين".
(٤) في الحديث [٢٦٧٨]: "أسبح".

<<  <  ج: ص:  >  >>