(٢) كذا في الأصل. وفي جميع مصادر التخريج التي ذكرت هذه العبارة: "هل بقي من العلم شيءٌ". وهو الجادة وما في الاصل إن لم يكن سهوًا أو خطأ من الناسخ فإنه يوجّه على أن يكون نصب الفاعل ولم يرفعه إما على توهم أنه مفعول به، وإما لوضوحه وعدم اللبس فيه؛ فالعرب قد تنصب الفاعل وترفع المفعول لأمن اللبس؛ كقولهم: "خرق الثوبُ المسمارَ"، ونحوه. وهو غير مقيس؛ وقد ورد في جملة مواضع في "كتاب العلل" لابن أبي حاتم بتحقيقنا؛ منها: (٤٧٩، و ٨٤٠ و ٦٧٣) وغيرها. وانظر في ذلك: "شرح التسهيل" (٢/ ١٣٢ - ١٣٣)، و"شرح الأشموني" (٢/ ١٤٢)، و"مغني اللبيب" (ص ٦٦٢ - ٦٦٣)، و"همع الهوامع" (٢/ ٦ - ٧). كما يمكن توجيهه على أن يكون الفعل "بقي" مشدد القاف: "بَقَّى" وفاعله ضمير يعود على الله تبارك وتعالى، وينصب "شيئًا" حينئذٍ على المفعولية؛ أي: هل بَقَّى الله من العلم شيئًا لا تعلمه. (٣) أي: "لقد علمني الله خيرًا" كما في "الدر المنثور". وجاء عندنا وفي أكثر مصادر التخريج بحذف المفعول به، وهو الضمير (ياء المتكلم) العائد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو يقال: إنه حذف المفعول هنا لقصد عمومه؛ أي: علَّم اللهُ الناسَ أو العالمَ. لكن سؤال الرجل عن علم النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤكد الأول. وانظر في حذف المفعول به: "مغني اللبيب" (ص ٥٩٧ - ٥٩٨).