فقد أخرجه ابن أبي شيبة (٣٢٤٠١)، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (١٧١)؛ من طريق عبيد الله بن موسى، وابن جرير في "تاريخ الأمم والملوك" (١/ ٣٧٧)، وأبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" (٣/ ٤٤١)؛ من طريق عمرو بن محمد العنقزي؛ كلاهما (عبيد الله، وعمرو) عن إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: حدثنا عبد الله بن مسعود في بيت المال عن يونس؛ قال: إن يونس كان وعد قومه العذاب، وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام، ففرَّقوا بين كل والدة وولدها، ثم خرجوا فجأروا إلى الله واستغفروه، فكفَّ الله عنهم العذاب، وغدا يونس ينتظر العذاب، فلم ير شيئًا، وكان من كذب ولم تكن له بينة قُتل، فانطلق مغاضبًا حتى أتى قومًا في سفينة، فحملوه وعرفوه، فلما دخل السفينة ركدت والسفن تسير يمينًا وشمالًا، فقال: ما لسفينتكم؟ قالوا: ما ندري! قال يونس: إن فيها عبدًا أبق من ربه، وإنها لا تسير حتى تلقوه، فقالوا: أما أنت يا نبي الله فوالله لا نلقيك، فقال لهم يونس: فأقرعوا، فمن قرع فليقع، فقرعهم يونس، فأبوا أن يدعوه، فقالوا: من قرع ثلاث مرات فليقع، فقرعهم يونس ثلاث مرات فوقع، وقد كان وُكل به الحوت، فلما وقع ابتلعه فأهوى به إلى قرار الأرض، فسمع يونس تسبيح الحصا، {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧]؛ ظلمات ثلاث: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل، قال: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥)}؛ قال: كهيئة الفرخ الممعوط ليس عليه ريش، وأنبت الله عليه شجرة يقطين كان يستظل بها ويصيب منها، فيبست فبكى عليها حين يبست، فأوحى الله إليه: تبكي على شجرة يبست ولا تبكي على مئة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم؟ فخرج فإذا هو بغلام يرعى غنمًا، فقال: ممن أنت يا غلام؟ فقال: من قوم يونس، قال: فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أنك قد لقيت يونس، قال: فقال له الغلام: إن تكن يونس فقد تعلم أن من كذب ولم تكن له بينة أن يقتل، فمن يشهد لي؟ فقال له يونس: يشهد =