للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نبيُّ اللهِ خرجَ، فانطلقَ إلى الحمَّامِ ليغتسلَ، فلمَّا أرادَ أن يدخلَ وضعَ خاتمَهُ ثم دخلَ، وجاءَ الشيطانُ فأخذَ الخاتمَ، فانطلقَ إلى نهرٍ كثيرِ الماءِ، فأرماه (١) فيه، فخرجَ نبيُّ اللهِ، فذُكِرَ لي أنه لم يُؤْوِيهِ (٢) أحدٌ من الناسِ، ولم يُعرَفْ أربعين ليلةً، وكان يأوي إلى امرأةٍ مسكينةٍ، فانطلقَ ذاتَ يومٍ؛ فبينا هو قائمٌ على شطِّ نهرٍ إذْ وجدَ سمكةً فأتى بها المرأةَ، فقال: اصنعيها، فشقَّتْها، فإذا هي بالحلقةِ في جوفِها، فأخذ الخاتمَ، فجعلَه في يدِهِ، فعندَ ذلك سألَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ: هَبْ لي {مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}.


= وقد أخرجه الحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (١٠٦١) عن الفضل بن موسى، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (١٩٤) عن خالد بن خداش؛ كلاهما عن حزم بن أبي حزم، به.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٢٢/ ٢٥١) من طريق قتادة، عن الحسن، نحوه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (١٩٣)، وابن جرير في "تفسيره" (٢٠/ ٨٨)؛ من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا}؛ قال: شيطانًا.
(١) رمى الشيء وأرماه: ألقاه. "تاج العروس" (ر م ي).
(٢) كذا في الأصل بإثبات الياء، والفعل معتل الآخر مجزوم بـ "لم"، والجادَّة أن تكون: "لم يُؤوِهِ". وما في الأصل عربي صحيح، وله وجهان في العربية تقدما في التعليق على نحوه في الحديث [١٤١٧].
ووجه ثالث هنا؛ وهو: أن الفعل مرفوع على لغة لبعض العرب حكاها ابن مالك، أنهم يرفعون الفعل المضارع بعد "لم" حملًا لها على "ما" أو "لا" النافيتين. وقد ضعفها ابن مالك نفسه، وعدها ابن عصفور في الشعر من الضرورة.
انظر: "شرح التسهيل" (١/ ٢٨)، (٤/ ٦٦)، و"شرح الكافية الشافية" (ص ١٥٧٠ - ١٥٧٦)، و"مغني اللبيب" (ص ٢٧٥)، و"همع الهوامع" (٢/ ٥٤٣)، و"خزانة الأدب" (٩/ ٣ - ٤)، و"ضرائر الشعر" (ص ٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>