للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكانا يَصنعانِ السُّيوفَ بمكَّةَ، وكانا يَقْرَيَا (١) الإنجيلَ، فرُبَّما مَرّ بهما النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهما يَقرأَانِ فيقفُ وَيستَمِعُ، فقال المُشركون: إنّما يتعلّمُ منهما، فنزلتْ: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}.

[١٢٥٠] حدَّثنا (٢) سعيد، قال: نا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن حُصينٍ (٣)،


(١) كذا في الأصل، والجادة: "يقرأان" بالهمزة والنون - كما سيأتي قريبًا في هذا الحديث وفي الحديث التالي -:
أما الهمزة: فإن همزة مادة (ق ر أ) قد تحذف تخفيفًا؛ فيقال: قرَيْتُ وهو قارٍ وقُرَان؛ "تاج العروس" (ق ر أ)، ومنه ما وقع هنا "يقريا" أي: "يقرأا".
وأما حذف النون، فإنه لغة قليلة لبعض العرب؛ يحذفون نون الرفع من الأمثال الخمسة (الأفعال الخمسة) تخفيفًا بلا ناصب أو جازم أو نون توكيد أو وقاية، وهو ثابت في الكلام الفصيح نثرًا ونظمًا؛ كما قال ابن مالك، ومن شواهدها قراءة الحسن: {يَوْمَ يَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: ٧١]، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - في "صحيح مسلم" (٥٤)، وغيره: "لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حتى تُؤْمِنُوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا"، وقول عمر عند مسلم أيضًا (٢٨٧٤): "يا رسول اللّه، كيف يسمعوا وأنَّى يُجيبوا؛ وقد جيّفوا؟! ". وانظر: "إعراب الحديث النبوي" (ص ٢٣٣ و ٢٧٨، وغيرها)، و "شرح النووي" (٢/ ٣٦)، و (١٢/ ١٢٦)، و"الأشباه والنظائر" (٢/ ٦٣ - ٦٥)، و"همع الهوامع" (١/ ٢٠٠ - ٢٠٢).
وأما مجيئه في الموضع التالي: "يقرأان" على الجادة، واجتماع ذلك مع ما مضى، فإن ذلك من اجتماع لغتين فأكثر في الكلام الواحد، وهو سائغ أيضًا وارد في كلام العرب، وانظر بابًا عنه في "الخصائص" لابن جني (١/ ٣٧٠ - ٣٧٤).
(٢) قوله: "حدثنا" جاءت في نهاية الحديث السابق بنهاية السطر، ثم أعاد الناسخ كتابتها في أول السطر بداية هذا الحديث.
(٣) هو: ابن عبد الرحمن، تقدم في الحديث [٥٦] أنه ثقة تغير حفظه في الآخر، لكن خالد بن عبد اللّه الواسطي - الراوي عنه هنا - هو ممن روى عنه قبل تغيره.

[١٢٥٠] سنده صحيح إن ثبتت صحبة عبد اللّه بن مسلم، على ما سبق بيانه في الحديث السابق.
وقد أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص ٤٩ - ٥٠) عن وهب بن بقية، =

<<  <  ج: ص:  >  >>