للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والاهتمام بمعرفة أحكام المعاملات المالية هو جزء من معرفة دين الله تعالى، وبيانه للناس.

جاء في كشاف القناع عن متن الإقناع (٣/ ١٤٥) في بيان أهمية معرفة أحكام البيع: «وهو مما ينبغي أن يهتم به، لعموم البلوى إذ لا يخلو مكلف غالبا من بيع وشراء، فيجب معرفة الحكم في ذلك قبل التلبس به، وقد حكى بعضهم الإجماع على أنه لا يجوز لمكلف أن يقدم على فعل حتى يعلم حكم الله فيه، وبعث عمر من يقيم من الأسواق من ليس بفقيه».

ولهذا فإن قيام المسلم بممارسة البيع والشراء دون معرفة الأحكام المتعلقة فيهما قد يوقعه في الحرام. وقد خرج النبي ذات يوم الى المصلى فرأى الناس يتبايعون، فقال: (يا معشر التجار)، فاستجابوا للنبي ورفعوا أعناقهم إليه، فقال: (إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً إلا من اتقى وبر وصدق) (١).

جاء في المدخل لابن الحاج: «وقد كان عمر بن الخطاب يضرب بالدرة من يقعد في السوق، وهو لا يعرف الأحكام ويقول: لا يقعد في سوقنا من لا يعرف الربا أو كما كان يقول. وقد أمر مالك بإقامة من لا يعرف الأحكام من السوقة لئلا يطعم الناس الربا.

سمعت سيدي أبا محمد يذكر أنه أدرك بالمغرب المحتسب يمشي على الأسواق ويقف على كل دكان فيسأل صاحب الدكان عن الأحكام التي تلزمه في سلعه ومن أين يدخل عليه الربا فيها وكيف يتحرز عنها، فإن أجابه أبقاه في الدكان وإن جهل شيئا من ذلك أقامه من الدكان، ويقول: لا يمكنك أن تقعد بسوق المسلمين تطعم الناس الربا أو ما لا يجوز» (٢).


(١) أخرجه الترمذي (١٢١٠)
(٢) المدخل لابن الحاج (١/ ١٥٧).

<<  <   >  >>