كتاب البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

أخبار كافور - سنة أربعين وأربع ماية - ص: 287

[سنة أربعين وأربع ماية]

عاد طُغْرُل بك (١) من خوارزم إلى بغداد (٢).

* * *

وفيها هجم البساسيري (بغداد ومَلَكَها) (٣)، وأمر بنهب القصر للعامّة ساعة من النهار، ثم كفَّهم عن ذلك. وخرج القائم راكبًا على فرسٍ أسود، وعليه قباء أسود، وعمامة سوداء، فنزل ووقف بين يدي البساسيري، فأمر بقتل الوزير فقُتل، وبقتل قاضي القضاة فقُتل، وأمر بقتل القائم، فصاح: "يال آل مُضَر، فنزل علي بن مُهارش (٤) وصفح (٥) للبساسيري، وسأل فيه على أن يكون في حبسه (٦) ففعل، وأخذه وأنفذه إلى الحديثة (٧).

[سنة إحدى وأربعين وأربع ماية]

كان فيها مطر في تمّوز وبرد وضفادع ورمل أصفر، وأقام يومًا ونصف (٨)، وأكثر ما كان بدمشق (٩).

سنة اثنين (١٠) وأربعين وأربع ماية

فُتحت المغرب على يد باديس (بن حَبُّوس) (١١).

---

(١) في (أ): "طغليل".
(٢) لم أجد هذا الخبر في المصادر.
(٣) من "ب".
(٤) هو صاحب حديثة عَانَة، وكان بدويًّا. (المنتظم ١٦/ ٣٤).
(٥) في "أ": "وصفع", وفي "ب": "وصقع", والتصحيح من السياق, والمنتظم.
(٦) في "أ": "جيشه".
(٧) الدرّة المضية ٣٥٨، المنتظم ١٦/ ٣٢ - ٣٨ (حوادث سنة ٤٥٠ هـ في حديث طويل، إلَّا أنّ رواية المؤلّف فيها معلومات لا توجد عند ابن الجوزي، وابن أيبك)، وكذلك في: الكامل ٨/ ١٥٣، وبغية الطلب ٩، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٦٥، ومختصر التاريخ ٢٠٦، والجوهر الثمين ١/ ١٩٤، وتاريخ ابن أبي الهيجاء ١٠٦، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة ٤٥٠ هـ) ٣٠، ٣١، والعبر ٣/ ٢٢١، والنجوم الزاهرة ٥/ ٦.
(٨) الصواب: "ونصفًا".
(٩) الدرّة المضيّة ٣٥٩، تاريخ حلب ٣٤١ (باختصار).
(١٠) الصواب: "اثنتين".
(١١) من "أ".
وقد ورد الخبر هكذا في النسختين، وهو مشوَّش لا يتفق مع الواقع، والصواب: "وفي سنة ٤٤٠ قُطِعت الخطبة لصاحب مصر وأمر المُعِزّ بن باديس بأن يُدعَى على منابر إفريقية للعباس بن عبد المُطلب، ويُقطع دعوة الشيعة العُبَيديّين"، (البيان المغرب ١/ ٢٧٧). ونحوه في: تاريخ حلب: "تغيّر المعزّ بن باديس على المستنصر، وانضوى إلى القائم خليفة بغداد" (ص ٣٤٠).