للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما كان اليوم التاسع تشاور (١) أهل حلب على أنهم يُخرِجوا (٢) نساءهم ليلًا.

فلما (كان) (٣) بعد العصر جاء مطر عظيم (٤) في فريق، وكان الفرنج نازلين عليه، فأخذ خيامهم وجميع مالهم، وغرق منهم جمعٌ كثير.

ووصل البُرسُقيّ أول الليل وأصبح فقاتلهم فكسرهم (٥).

(وكان بحلب شاعر مَعَرّيّ يُعرف بابن أبي حُصَيْنة (٦) عمل قصيدة أولها:

ما قُدّم البَغْيُ إلّا أُخِرّ الرَّشَدُ … والناسُ يَلْقونَ عُقْبَى سوء ما اعتقدوا

مَن ساسَ خيرًا رأى خيرًا ومن ولدتْ … أفعالُهُ الشرّ لاقى شرّ ما يلدُ

بغى علينا رجالٌ عاد بغْيُهُمُ … عليهمُ وأعانَ الواحدُ الصَّمدُ

ظنّوا السعادةَ حتى خاب سعيُهُمُ … والخيلُ من جانب السعداء تَطَّردُ

كانوا ثمنًا من الغنائم ردّهُمُ … ثلاثةُ وأبى (٧) أن ينفع العددُ (٨)

وكان قد راح سبعة منهم إلى حماه فتُسُلّمتْ منهم) (٩) (١٠).

* * *


(١) في "ب": "تشاورو".
(٢) في "ب": "يخرجون بنسائهم".
(٣) من "ب".
(٤) في "أ": جاء "مدًا عظيمًا".
(٥) رواية المؤلّف لم ترِد في المصادر. وانظر: تاريخ حلب (زعرور) ٣٧٥ (سويم) ٤٠، والكامل ٨/ ٦٩٥، ٦٩٦، وزبدة الحلب ٢/ ٢٢٢، ٢٢٣ و ٢٢٧ - ٢٣٠، وبغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) ٢٠٥، ٢٠٦، ٢٢٨ ومرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ١١٤، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٢٣٥، والدرّة المضيّة ٤٩٤، وتاريخ الإسلام (حوادث ٥١٨ هـ) ٣٠٤، وتاريخ ابن الوردي ٢/ ٣٢، وتاريخ ابن أبي الهيجاء ١٨٠، وتاريخ السرياني ٣/ ١٩٢.
(٦) هو أبو الفتح الحسن بن عبد الله. توفي سنة ٤٥٧ هـ.
(٧) في "ب": "وأبا".
(٨) ديوان ابن أبي حصينة، سمعه وشرحه أبو العلاء المعرّي، حقّقه محمد أسعد طلس - طبعة دار صادر، بيروت (طبعة ثانية) ١٩٩٩ - ج ١/ ١٥٩ - ٦٢، الأبيات ١، و ٢ و ٣، ٣٣٥ باختلاف ألفاظ.
(٩) وقال المؤرّخ العظيمي: عبرتُ بالعسكر عند عودتي من دمشق، ومدحتُ البرسقيّ بقولي:
عصمتَ العواصمَ أن يهتضم
(تاريخ حلب (زعرور) ٣٧٥ (سويم) ٤٠).
(١٠) ما بين القوسين من "ب"، ولم يرِد في "أ".

<<  <   >  >>